توزاني عضو متألق
تاريخ التسجيل : 27/10/2008 الجنس : عدد الرسائل : 139 العمر : 48 المكان : المغرب :
| موضوع: الرفق يعين علي حضول المقصوض الخميس ديسمبر 04, 2008 5:46 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد قالت عائشة رضي الله عنها: (دخل رهط من اليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا: السامُ عليكم. قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السامُ واللعنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهلاً يا عائشة !! إن الله يحب الرفق في الأمر كله. فقلت: يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: قد قلت: وعليكم) (1) . في الحديث مسائل: أولاً: كيف يدخل اليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم؟ والجواب: أنهم يدخلون، كما يدخل المرضى على الطبيب. والداعية لا بد أن يتسع صدره للناس، ولا بد أن يجلس مع اليهود و النصارى والعلمانيين، والماسونيين والشيوعيين؛ لأنهم مرضى. والطبيب إذا حجر على نفسه أن يدخل عليه المريض، فمن يشفي المريض بإذن الله؟ وأنت ترى القرآن يفتح جبهات عديدة عليهم، فبينما هو في سورة البقرة يتحدث عن المنافقين، وإذا هو مع اليهود وبعد فترة مع النصارى ، وبعد فترة مع من أنكر وجود الله، أو ألوهية الله، إلى غير ذلك. فهو صلى الله عليه وسلم قد أكل مع اليهود وزار اليهود وتحدث مع اليهود ، وجادل اليهود وفتح مجلس حوار مع اليهود فقال: ((قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا)). ويقول لهم صلى الله عليه وسلم بمنطق القرآن: ((قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ))، ((فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)). أخذ يحاورهم صلى الله عليه وسلم من أكبر قضية إلى أصغر قضية، وينازلهم بالأدلة، فبعضهم أسلم، وبعضهم قال: لا. فدخل اليهود ، فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المجلس: السّامُ عليكم. والسام معناه: الموت. يعني: الموت عليكم، أي: على الرسول وعلى المسلمين! وظنوا أن هذه الكلمة سوف تضيع في الزحام. قالوا: السامُ عليكم، وهم لا يريدون السلام، للإسلام، ولا للرسول صلى الله عليه وسلم، لا سلّمهم الله ولا حياهم ولا بياهم، بل يريدون الهلاك. وقيل: السام: الثعبان. وقيل: الحية الرقطاء، وكلها سواء.
خذا جانبي هرشا أوقفاها فإنه كلا جانبي هرشا لهن طريق
فسمع صلى الله عليه وسلم الكلمة، وهي كلمة نابية، وكلمة مؤذية، وكلمة تجرح المشاعر خاصة من اليهود ، وخاصة أنها قيلت لمحمد صلى الله عليه وسلم. ولو قيلت لغيره صلى الله عليه وسلم لأدمى ظهورهم جلداً، أو لسحبهم على وجوههم على الرصيف؛ لأنه يملك القوة، وبيده السيوف، وعنده المهاجرون والأنصار يشربون دم اليهود شرب الماء. لكنه تغافل صلى الله عليه وسلم عنها. فقالت عائشة من وراء الستار، وكان بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم حجاب: عليكم السامُ واللعنة. فزادت هي على الصاع صاعين! فقال صلى الله عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة). لماذا هذا الكلام؟ فليس في قاموسه صلى الله عليه وسلم كلمات نابية، بل دستوره أبيض. وأنا أتحدى أن يُوجد في كتب السنة التي بين أيدينا كلمة نابية، أو كلمة تشمئز منها النفوس قد قالها صلى الله عليه وسلم. فعلى ركبه فليمض الدعاة والخطباء، حيث لا تجريح ولا تشهير، ولا سب. فرعون سفاك قتل الرجال، وسفك كرامة النساء، وقتل الأطفال، وكفر بالله، وداس التاريخ تحت قدميه. فأرسل الله له موسى و هارون ، وفي الطريق أوصاهما الله بفن الدعوة فقال: ((فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)). قيل لأحد الصالحين: ما هو السحر الحلال؟ قال: هو القول اللين. وقيل لأحدهم: ما هو السحر الحلال؟ قال: تبسمك في وجوه الرجال. فقال صلى الله عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة). ومهلاً: كلمة تطلب للتريث في الشيء. يقال: مهلاً مهلاً، يعني تريث. قال صلى الله عليه وسلم: مهلاً، أي: تمهلي فليس هذا هو الأدب، وليس هو من سنتي أن أفعل هذا في هذه المواقف. لماذا اللعنة؟ ولماذا الأذى؟ قال صلى الله عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة) -ثم أتى بقاعدة: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله). والرفق: طلب الميسور، والرفق، هو: السهولة، والرفق: منهج رباني أنزله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم. ولا بد من قضية للرفق أن نعيشها عملاً مع الناس، وأن نتعامل بها. فالرفق يكون في العبادة، فلا نشدد على أنفسنا، ولا نشدد على الناس، فنُبَغض دين الله إلى الناس. الرفق مثل ما كان يفعل صلى الله عليه وسلم، حيث صلى التراويح ليلتين، وخاف أن يجتمع الناس في الليلة الثالثة، فيفرضها الله، فاختفى في بيته، ثم قال: (خشيت أن تُفرض عليكم) (1) . جاءه ثلاثة شباب، وطافوا ببيته فسألوا عن عبادته فتقالّوها! (فقال أحدهم: أما أنا فلا أتزوج النساء. وقال الثاني: أما أنا فلا أنام الليل. وقال الثالث: أما أنا فلا أفطر النهار. فقال صلى الله عليه وسلم: إن أعلمكم بالله وأخشاكم أنا -يعني: هو الواسطة بيننا وبين الله في التبليغ-. ثم قال: لكني أتزوج النساء، وأنام وأقوم، وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فليس منى) (1) . ويقول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج: (تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، وقيامكم إلى قيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) (1) لأنهم عبدوا بلا فهم وبلا فقه. وهذا مثل من يريد أن يربي الشباب، أو يقود مجتمعاً على غير علم، بل فقط بالعواطف والنشيد والتمثيليات. دون أن يقودهم بالعلم الشرعي، والمنهج السليم الواضح. قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الرفق)، والحب: صفة له سبحانه وتعالى، تليق بجلاله، فهو يحب الصالحين، ويحب الصابرين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المحسنين. ويكره سبحانه وتعالى الكفرة، ويكره الفجرة، ويكره الكذب، ويكره الفواحش، فنثبت صفاته كما أثبتها هو لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف، ولا تحريف، ولا تمثيل، ولا تعطيل. (إن الله يحب الرفق): الرفق في القول: هو أيسره. وفي الأفعال: أسهلها. وفي الأحوال: أنبلها. فالواجب على المسلمين، لا سيما الدعاة وطلبة العلم: أن يتحلوا بالرفق في دعوتهم، ليكسبوا قلوب الناس كما كسبها محمد صلى الله عليه وسلم. وأن يتحملوا منهم الأذى الذي قد يرد؛ لأنه لا دعوة إلا بأذى، ولكن زاد الداعية تجاه ذلك: الرفق والصبر، حتى يتمم الله على يديه الخير العظيم. أسأل الله لي ولكم الرفق في جميع أمورنا. والله أعلم، وصلّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
والله المستعان </I> | |
|
مجاهد سلفي شاب مثابر
تاريخ التسجيل : 09/10/2008 الجنس : عدد الرسائل : 1004 المكان : ساحات الوغى :
| موضوع: رد: الرفق يعين علي حضول المقصوض الخميس ديسمبر 04, 2008 9:37 pm | |
| بارك الله فيك أخي,موضوع رائع | |
|
نعيمه الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل : 16/08/2008 الجنس : عدد الرسائل : 2211 :
| موضوع: رد: الرفق يعين علي حضول المقصوض الأحد ديسمبر 07, 2008 12:53 am | |
| اخي في الله قرأت الموضوع اكثر من مرة ليس لأنه صعب الفهم ولكن لأنك لمست واقعنا الذي نعيش واقع صعب يعتقد الناس ان الملتزم يجب ان يعقد حاجبيه ممنوع عليه الضحك او الابتسام وبعض الدعاه يصعبون الامر على العامة مما ينفرهم من الدين والبعض الآخر يقولون عكس ما يفعلون مما افقد الكلمة معناها وقيمتها واصبحت غير مسموعه لك الف شكر وجزاك الله كل الخير وجعلها في موازين حسناتك تقبل مروري ولك ودي | |
|