:#..+منتدى الشباب العربي+..#:
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةللتشخيصقوانين المنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحزن ليس مطلوب شرعا

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
توزاني
عضو متألق
عضو متألق
توزاني


تاريخ التسجيل : 27/10/2008
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 139
العمر : 48
المكان : المغرب
  : الحزن ليس مطلوب شرعا 15781610

الحزن ليس مطلوب شرعا Empty
مُساهمةموضوع: الحزن ليس مطلوب شرعا   الحزن ليس مطلوب شرعا I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 14, 2008 10:08 pm

فالحزن منهي عنه في قوله تعالى: ((وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا))، وقوله: ((وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)) في غير موضع، وقوله: ((لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)).
والمنفي كقوله: ((لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)). فالحزن خمود لجذوة الطلب، وهمود لروح الهمة، وبرود في النفس، وهو حمى تشل جسم الحياة.
وسر ذلك: أن الحزن موقف غير مسير ولا مصلحة فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان: أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره، ويوقفه عن سلوكه، قال الله تعالى: ((إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا)). ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة: (أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث، لأن ذلك يحزنه).
وحزن المؤمن غير مطلوب ولا مرغوب فيه لأنه من الأذى الذي يصيب النفس، وقد طلب من المسلم طرده وعدم الاستسلام له، ودحضه ورده ومقاومته ومغالبته بالوسائل المشروعة.
فالحزنُ ليس بمطلوبٍ ولا مقصود، ولا فيه فائدة، وقدِ استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: (اللهم إني أَعوذ بكَ من الهم والحَزَن)، فهو قرينُ الهَمِّ، والفرقُ بينهما: أنَّ المكروهَ الذي يَردُ على القلبِ إن كان لما يُستقبلُ أورثَهُ الهمَّ، وإنّ كانَ لما مضى أورثَه الحزنَ، وكلاهما مضعِف للقلبِ عن السيرِ، مُفتِّرٌ للعزم.
والحزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ، وهو مصلٌ سامٌّ للروح، يورثُها الفتورَ والنكَّدَ والحَيرة، ويصيبُها بوجوم قاتم متذبِّلٍ أمامَ الجمالِ، فتهوي عند الحُسنِ، وتنطفئُ عند مباهج الحياة فتحتسي كأسَ الشؤم والحسرةِ والألم.
ولكنَّ نزولَ منزلتِهِ ضروري بحسبِ الواقع، ولهذا يقولُ أهلُ الجنةِ إذا دخلوها: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)) فهذا يدلُّ على أنهم كانَ يصيبُهم في الدنيا الحزنُ، كما يصيبهُم سائرُ المصائبِ التي تجري عليهم بغيرِ اختيارِهم. فإذا حلَّ الحُزنُ وليسَ للنفسِ فيه حيلة، وليس لها في استجلابهِ سبيلٌ، فهي مأجورة على ما أصابَها؛ لأنه نوعٌ من المصائبِ، فعلى العبدِ أن يدافعَه إذا نزلَ بالأدعيةِ والوسائلِ الحيَّةِ الكفيلةِ بطردِه. وأما قوله تعالى: ((وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ))، فلم يُمدحوا على نفسِ الحزنِ، وإنما مُدحوا على ما دل عليه الحزنُ من قوةِ إيمانِهم، حيث تخلَّفوا عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعجزهم عن النفقِة، ففيهِ تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم، بل غبطوا نفوسهم به.
فإن الحزن المحمود إن حمد بعد وقوعه -وهو ما كان سببه فوت طاعة، أو وقوع معصية- فإن حزن العبد على تقصيره مع ربه وتفريطه في جنب مولاه: دليل على حياته وقبوله الهداية، ونوره واهتدائه.
أما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن، إلا كفر الله به من خطاياه). فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد، يكفر بها من سيئاته، ولا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه، فليس للعبد أن يطلب الحزن ويستدعيه ويظن أنه عبادة، وأن الشارع حث عليه، أو أمر به، أو رضيه، أو شرعه لعباده، ولو كان هذا صحيحاً لقطع صلى الله عليه وسلم حياته بالأحزان، وصرفها بالهموم، كيف وصدره منشرح ووجهه باسم، وقلبه راض وهو متواصل السرور؟
وأما حديث هند بن أبي هالة ، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان متواصل الأحزان)، فحديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يعرف، وهو خلاف واقعه وحاله صلى الله عليه وسلم.
وكيف يكون متواصل الأحزان، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
فمن أين يأتيه الحزن؟
وكيف يصل إلى قلبه؟
ومن أي الطرق ينساب إلى فؤاده، وهو معمور بالذكر، ريان بالاستقامة، فياض بالهداية الربانية، مطمئن بوعد الله، راض بأحكامه وأفعاله؟
بل كان دائم البشر، ضحوك السن، كما في صفته (الضحوك القتال) صلوات الله وسلامه عليه. ومن غاص في أخباره ودقق في أعماق حياته واستجلى أيامه، عرف أنه جاء لإزهاق الباطل ودحض القلق والهم والغم والحزن، وتحرير النفوس من استعمار الشبه والشكوك والشرك والحيرة والاضطراب، وإنقاذها من مهاوي المهالك، فلله كم له على البشر من منن.
وأما الخبر المروي: (إن الله يحب كل قلب حزين)، فلا يعرف إسناده، ولا من رواه ولا نعلم صحته. وكيف يكون هذا صحيحاً، وقد جاءت الملة بخلافه، والشرع بنقضه؟
وعلى تقدير صحته: فالحزن مصيبة من المصائب التي يبتلي الله بها عبده، فإذا ابتلي به العبد فصبر عليه أحب صبره على بلائه.
والذين مدحوا الحزن وأشادوا به ونسبوا إلى الشرع الأمر به وتحبيذه؛ أخطؤوا في ذلك؛ بل ما ورد إلا النهي عنه، والأمر بضده، من الفرح برحمة الله تعالى وبفضله، وبما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسرور بهداية الله، والانشراح بهذا الخير المبارك الذي نزل من السماء على قلوب الأولياء.
وأما الأثر الآخر: (إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحة، وإذا أبغض عبداً جعل في قلبه مزماراً). فأثر إسرائيلي، قيل: إنه في التوراة . وله معنى صحيح، فإن المؤمن حزين على ذنوبه، والفاجر لاه لاعب، مترنم فرح. وإذا حصل كسر في قلوب الصالحين فإنما هو لما فاتهم من الخيرات، وقصروا فيه من بلوغ الدرجات، وارتكبوه من السيئات. خلاف حزن العصاة، فإنه على فوت الدنيا وشهواتها وملاذها ومكاسبها وأغراضها، فهمهم وغمهم وحزنهم لها، ومن أجلها وفي سبيلها.
وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل : ((وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)):
فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده وحبيبه، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينة وبينه. ومجرد الإخبار عن الشيء لا يدل على استحسانه ولا على الأمر به ولا الحث عليه، بل أمرنا أن نستعيذ بالله من الحزن، فإنه سحابة ثقيلة وليل جاثم طويل، وعائق في طريق السائر إلى معالي الأمور.
وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود، إلا أبا عثمان الجبري ، فإنه قال: الحزن بكل وجه فضيلة، وزيادة للمؤمن، ما لم يكن بسبب معصية. قال: لأنه إن لم يوجب تخصيصاً، فإنه يوجب تمحيصاً.
فيقال: لا ريب أنه محنة وبلاء من الله، بمنزلة المرض والهم والغم. وأما أنه من منازل الطريق، فلا.
فعليك بجلب السرور واستدعاء الانشراح، وسؤال الله الحياة الطيبة والعيشة الرضية، وصفاء الخاطر، ورحابة البال، فإنها نعم عاجلة، حتى قال بعضهم: إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
والله المسؤول وحدة أن يشرح صدورنا بنور اليقين، ويهدي قلوبنا لصراطه المستقيم، وأن ينقذنا من حياة الضنك والضيق.

ولكن الانسان خلق ضعفا والله المستعان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهد سلفي
شاب مثابر
شاب مثابر
مجاهد سلفي


تاريخ التسجيل : 09/10/2008
الجنس : ذكر
عدد الرسائل : 1004
المكان : ساحات الوغى
  : الحزن ليس مطلوب شرعا 15781610

الحزن ليس مطلوب شرعا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحزن ليس مطلوب شرعا   الحزن ليس مطلوب شرعا I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 14, 2008 10:16 pm

بارك الله فيك أخي ماشاء الله مواضيع رائعة,أتمنى لك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.al-faloja.info/vb
نعيمه الحاج
المشرف العام
المشرف العام
نعيمه الحاج


تاريخ التسجيل : 16/08/2008
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 2211
  : الحزن ليس مطلوب شرعا 15781610

الحزن ليس مطلوب شرعا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحزن ليس مطلوب شرعا   الحزن ليس مطلوب شرعا I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 16, 2008 2:07 am

جزاك الله تعالى كل الخير اخي في الله توزاني

دائماً متميز ودائماً انتظر جديدك بفارغ الصبر

قرأت الموضوع بامعان رائع استفدت كثيراً

زادك الله من علمه ونفعك بما علمك

تقبل مروري ولك ودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
~ Ghada ~
مشرفة الأسرة و المجتمع
مشرفة الأسرة و المجتمع
~ Ghada ~


تاريخ التسجيل : 29/09/2008
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 1017
  : الحزن ليس مطلوب شرعا 15781610

الحزن ليس مطلوب شرعا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحزن ليس مطلوب شرعا   الحزن ليس مطلوب شرعا I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 20, 2008 10:25 pm


كـــلــمــــات لا تــــوصــــف

مـــن جــمــالـــهـــا الـــبــاهــــر ..

بـــــــــــارك الله فـــــــيـــك اخـــــــــي

و اثـــــــابـــــك خــــــــيـــــر الـــــثــــــــــــــواب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
.*.نــــور.*.
.:. إدارية .:.
.:. إدارية .:.
.*.نــــور.*.


تاريخ التسجيل : 16/08/2008
الجنس : انثى
عدد الرسائل : 765
  : شاعرة المنتدى

الحزن ليس مطلوب شرعا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحزن ليس مطلوب شرعا   الحزن ليس مطلوب شرعا I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 20, 2008 11:31 pm

بارك الله فيك اخي توزاني على هذا الموضوع القيم


جزا الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحزن ليس مطلوب شرعا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
:#..+منتدى الشباب العربي+..#: :: :#"..+القسم الاسلامي+.."#: :: الاسلامي العام-
انتقل الى: