ها أنا ذا يا حبيبتي وراء الصخرة...أتحبين لقائي أم فراقي؟..أتحبين وجودي أم غيابي؟..مالك يا حبيبتي...كلما دنوت منك ابتعدتي...مالك؟..أتخافين الظل؟ أتخافين الظلام؟هل تؤمنين بالتقاء الأرواح؟أم أنك تعتقدين أنها مجرد خرافات لا وجود لها في الواقع؟..اقتربي مني يا حبيبتي...فما قدمت إليك لأوذيك...أتذكرين حينما كنا سويا في المروج؟...أتذكرين حينما كانت النسمات الخفيفة تداعب شعرك الناعم الطويل؟ هل نسيتي عندما كنتي تضعين رأسك على صدري وتقولين لي:أحس يا حبيبي أني أملك الدنيا وما فيها عندما امتلكتك...قولي!!! قولي يا حبيبتي...قولي...هل نسيتي أحلامنا سويا؟هل نسيتي أحلام الطفولة؟ أين وعودك؟أين كلماتك التي كانت عندي هدفا وجب تنفيذه؟أم نسيتي وصاياك؟آآآه يا حبيبتي لو تدركين مدى المعاناة التي أعيشها عند الفراق...آآآه لو تدركين حجم الدمار الذي عشعش في كياني...آآآه لو تعلمي كم اشتقت إلى لقياك...ولكني الآن أدرك أني أعيش خيالا...سرابا...جحيما...كابوسا اتمنى أن يأتي يوما لكي أفيق منه..ولا أعود أتذكر منه سوى اللحظات الحالمة السعيدة...ياليت الأيام تعود بنا إلى الوراء..إلى عهد الطفولة...إلى عهد البراءة حيث لا كذب ولا خداع...حيث لا......!!! صدقيني لم يعد بمقدوري الكلام...جف قلمي وتجمدت أصابعي...أشعر بوحدة قاتلة...أشعر ببرودة قاسية تتغلغل إلى عظامي وتفتكها فتكا...لم يعد شيء يعنيني في هذه الحياة...فيا ليت قطار الموت يمر بي ويأخذني..حيث لا أوجاع ولا أحزان...هاقد جاء يطرق بابي...إنه يناديني الآن إلى الصعود..فما أقصر طريقها وما أسرعها...فماذا أقول؟ إلى اللقاء!!! لا أظن أنه سوف يكون هناك لقاء...بل أقول!!!!! الوداع..الوداع..الوداع.