بداية النهاية

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه اجمعين

***يا من أضعت يومك ، ونسيت أن الشهر بضع أيام ،وأضعت شهرك ونسيت ان السنة بضع شهور،

وأضعت سنتك ونسيت ان العمر بضع سنين ، وربما سنة ، وربما أقل من سنة فيفنى العمر وأنت غارق بالمعاصي .

{ما وجدك الله إلاَّ حيث نهاك ،،، وما فقدك إلاَّ من حيث أمرك }

***أخي في الله ...الأيام تمضي مسرعة ،وكل آت قريب ،انت اخي لو تعلم أنك أقرب الى البلد الذي أنت ذاهب إليه

من البلد الذي أنت راحل عنه . مثلاً :إذا كنت تسكن بلبنان وقررت الرحيل إلى الأردن ؛ لمجرد أنك ركبت في السيارة

وانطلقت بك تصبح أقرب للأردن من لبنان حتى وانت ما تزال في لبنان .

*** لقد سأل أحد الصالحين رجل : كم عمرك ؟ قال ستون سنة . فقال له ستون سنة وأنت ذاهب الى الله كدت تصل.

هل استشعرت المعنى الذي أقصد ؟! كدت ان تصل: أي أصبحت أقرب للدار الآخرة من الدنيا .

*** أخي في الله ... أنظر في حال الكافرين والمفرطين في أمر الله عند الإحتضار ! يقول الله جل في علاه :

{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ,لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ .........} المؤمنون}

*** أنظر الى قوله عند ذلك ، وسؤله الرجعة الى الدنيا ، ليصلح ما أفسد في حياته .

هذا حال كل كافر ومفرط في حق الله ، إذا وضع في قبره ، ورأى مقعده من النار يقول { رَبِّ ارْجِعُونِ,}

لماذا ؟{ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } فيقول له جبار السموات والأرض:

{.....كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }.المؤمنون}

قال قتاد: والله ما تمنى ان يرجع الى اهل الدنيا ولا الى عشيرة ، ولكن تمنى ان يرجع فيعمل

بطاعة الله ، فانظروا الى امنية الكافر والمفرط فاعملوا بها ، ولا حول ولا قوة الا بالله.

*** اخي في الله ... عد الى الله قبل ان يفوت الاوان وتقول :

{........ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين }المنافقون}

فيقول لك جبار السموات والأرض :{وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المنافقون }

فكل مفرط يندم عند الاحتضار ، ويسأل طول المدة ولو شيئاً يسيراً ، ليستدرك ما فاته ،وهيهات ، كان ما كان ؛

وأتى ما هو آت ، لقد قلت لك كل آت قريب وكل ذاهب بعيد ، وكل حسب تفريطه .

*** أخي في الله ...لم تنته الحكايه ،بل هي البداية ،بداية الحكايه وحكاية النهايه ،

ترى المفرطين في أمر الله ، المعرضين عن الله الذين كم بارزوا الله تعالى في المعاصي .

هذا هو اليوم حالهم : {وهم يصطرخونَ فيها }أي ينادون فيها ،ويجأرون الى الله عز وجل بأصواتهم :

{ رَبَّنا أخرجْنا نَعْمَلْ صالحاً غَيرَ الذِّي كنا نعملْ } فاطر { فَهَلْ الى خروجٍ من سبيلَ}غافر}

أي يسألون الرجعة الى الدنيا ،ليعملوا غير عملهم الأول ،وقد علم الله تعالى انه لو ردهم الى

الدار الدنيا لعادوا لما نهوا عنه .فلهذا لا يجيبهم الى سؤلهم .

{ ونادَوْ يا مالكُ ليقضِ علينا ربكَ ،قال إنكم ماكثون }الزخرف }فهم في حالهم ذلك يرون موتهم راحة لهم .

ولكن لا سبيل الى ذلك ، قال تعالى { إن المجرمينَ في عذابِ جهنمَ خالدون }الزخرف} وقال تعالى :

{كلَّما خَبَتْ زِدناهُم سعيراً }الاسراء}وقال تعالى { فذوقوا فلن نزيدكم إلاَّ عذابا } النبأ }

***أخي في الله ... هذا قليل من كثير ، هل تريد ان تكون منهم ؟ هل هانت عليك نفسك ؟

عد الى الله ، وخفف عنك هذا العذاب ، ليغفر الله تعالى لك ما تقدم من ذنبك ،

ويفرح بتوبتك وعودتك وهو الغني عنك وعن العالمين ،والأكثر من ذلك ليقلب سيئاتك حسنات .

عد الى الله وكفاك اعراض ، كفاك مبارزة لله ، عد الى الله رحمةً بنفسك .

يا مغرورا بطول الامل,, يا مسرورا بسوء العمل,,كن من الموت على وجل ,,,فما تدري متى يهجم الاجل

إن كان صواباً فمن الله ،،، وان كان خطأً فمني ومن الشيطان والله ورسوله براء منه .

اختكم زينب الحاج

بارك الله فيك اختي الفاضله زينب موضوع رائع ونسال الله الكريم ان يثبتنا على طاعته وان يبعد عنا الشيطان حتى نلقى الله عزوجل وهو راضي عنا الله امين