ماذا تتوقعون أن يحدث يوم الثلاثاء المقبل السادس عشر من شهر مارس/ آذار الجاري.. هزة أرضية، أم توقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية، أم إلغاء الحصار على قطاع غزة، أم سيحدث ما هو أهم وأخطر من ذلك؟
هل فكر أحدكم أن ما سيحدث سيكون له علاقة مباشرة بالمسجد الأقصى المبارك، أم أن هذا الموضوع لم يعد موضع اهتمام وتفكير الكثير؟.
في هذا اليوم ستقوم جماعات يهودية متطرفة بالبدء في بناء "هيكل" أو معبد على حساب المسجد الأقصى المبارك، ونية قوات الاحتلال الإسرائيلي تهجير أحياء كاملة في القدس.
وقد جاء هذا الإعلان عقب إعلان سلطات الاحتلال عن افتتاح رسمي لكنيس لأكبر وأعلى كنيس يهودي مقبب في البلدة القديمة بالقدس, على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك, تحت اسم كنيس "هاحوربا" - "الخراب" يومي الأحد والاثنين 14-15/3/2010، بمشاركة قادة في دولة الاحتلال, ووسط إجراءات مشددة غير مسبوقة من قبل شرطة الاحتلال.
ودعت هذه الجماعات إلى اعتبار يوم الثلاثاء (16-3), وهو اليوم الأول من الشهر العبري "نيسان", يوماً عالمياً من أجل بناء "الهيكل" الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، تخلله دعوات لاقتحام المسجد الأقصى المبارك.
هذا الإعلان قوبل ببيانات رفض واستنكار وتحذيرات، لا تحرك ساكناً ولا تعطي إنذاراً حقيقياً للأخطار التي يتعرض لها المسجد الأقصى، في حين يسكن العالم أجمع في سبات عميق، لا يهمه أقصى إن كان أهله منشغلون بقضايا حزبية ضيقة، وانقسام قاتل.
وعلى الرغم من تحذير الشيخ كمال خطيب, نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني من أن افتتاح الكنيس اليهودي في حي الشرف الإسلامي المصادر, وتحت اسم الخراب له دلالات كبيرة على مستقبل مدينة القدس، حيث سيكون إعلان غير مباشر عن البدء بمشروع بناء الهيكل الثالث كما تتحدث كثير من الأوساط اليهودية"، فلا زالت الأصوات صامتة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يبقى المسجد الأقصى وحيداً إلا من رحم ربي من المدافعين عنه، أم سيخرج العالم عن صمته للدفاع عن الأقصى، ويهب لوقفة طويلة وحقيقية لوقف البناء، ولجم الجماعات اليهودية عن انتهاكاتها المستمرة؟