زهرة الياسمين

موضوع: زهرة الياسمين الأحد أغسطس 23, 2009 1:38 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

زهرة الياسمين

في ليلة من ليالي الصيف .. كان يمضي و يداه تداعب الزناد برقة نسمات الليل الهادئ .. و ترى نهرا من التعب يترامى على أكتافه .. تارة يمضي خلف جدار .. و تارة يحضن الأرض بعشق .. و عيناه تمتلئ عزا و نخوة و إباء .. نعم .. كان طريدة في تلك الليلة المظلمة .. كان يمضي ليدافع عن أسمى ما في الوجود .. كان يمضي و المحبة لله تأخذه إلى أعلى مراتب الفرحة ..

و فجأة بات بين أحضان الحيرة .. فغمره الحزن و تناثرت دمعاتُ رقيقات .. ما كان لخوف و لا لتنازل .. إنما حنين لخطيبته كان يرعش قلبه .. فتناظر ما حوله .. و بلا تردد اشتدّ بأسه .. و قبض على قلبه و بات كالصخّر .. و رمى بنفسه خلف سور لحديقة هجرها أهلها .. و انتظر بلهفة .. رفع السلاح و هو يزأر .. أعلى رأسه قليلا و أطلق النار مكبّرا .. و زمجر بوجه الملاعين و كأنه ينادي فيهم .. الموت لكم بإذن الله ..

و فجأة و هو يلهوا بقتل المجرمين , فإذا بالسلاح يبكي ..

_ لماذا تبكي
_ ما اعتدت أن أخذلك
_ و ما خذلتني !!..
_ بلى .. فقد نفذ قلبي من نبضات العز .. أفلا أكون لك خاذلا ..
_ببسمة الشوق قال : لا

و تناظر ما حوله .. فإذا بمناداة رقيقة ..

_ يا فلان
_ من ؟؟؟
_ هذه أنا ..
_ و من أنت و من أين تتكلمين !!؟
_ أنا زهرة الياسمين أنادي فيك ..
_ بنظرات حائرة قال : آه حينما كنت أجالس الأحبة تحت أغصان الياسمين ..
_ فقالت الزهرة متعجبة : كلامك لا يدل على مظهرك !
_ فتبسم و قال : لماذا ؟!
_ فقالت : لأنك .. وبات الصمت العذري حليفها

فضحك قليلا و أخرج خليله من جعبته .. فعاود و قرأ القرآن تحت نداءات المجرمين على مكبرات الصوت .. و لكن .. سبع الليل لا يبالي إلا بأنه في سبيل الله .. و أمسك بخليله فرحا .. سبع طلقات ..

ترجّل بعنفوانه لله .. و أطلق بمعزة المجاهدين .. و العطر يتناثر مع كل تكبيرة .. و كان ما كان .. و سال المسك ليعطر أرض الحديقة .. فسقط متبسما و هو يحضن كتاب الله بعشق .. و زهرة الياسمين تراقب الأمر .. فشدها العشق لان تتعطر و تتزين بالدماء الطاهرة .. فتبسم و قال لها : لماذا ؟!!

فباتت الزهرة تبكي لحظاته الأخيرة .. فقال :: أشهد أن لا اله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ..

هذا الموضوع كتبته لكل مجاهد في سبيل الله .. و تذكرة للكفرة و الخونة و العملاء و المنافقين
و أتمنى أن ينال إعجابكم .. و دمتم بخير ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كسيل يروي أرواحنا
و ينمو بقطراته حبنا
كالغذاء للتذكير ببلسم أوجاعنا:
"إسلامنا أمل المسير و قرآننا نور دربنا"
هكذا هي كلماتك أخي
فبالتقوى شخصيات كتاباتك تتصف
وللشهادة أحرفك تنبض
و لأنها استقرت في نفسك
أتقنت رسم أجمل لوحة ذات صوت مدو
لتعزف لحن الكفاح و لتصور لنا روعة الموت في سبيل الله
فأهلا بكلماتك أخي بعد غياب و عودة رااائعة بعبارات و عبرة كان سيفتخر فيها أي مجاهد عند قراءته لها
و الوصف كان في منتهى الدقة و الجمال حيث جعلتنا نغوص في المشهد و كأنه أمام أعيننا و هذه براعة لا يتقنها الكثيرون
و ما أروع منظر الياسمين الأبيض حين يغمس بدماء سالت مع ترتيل آيات الرحمن فالتشهد
و يا لها من زهرة محظوظة
فيا زهرة الياسمين
تسلقي سور الحديقة
و انفثي فينا تلك القطرات الطاهرة

دائماً مشتاق للجهاد والشهادة
دائماً قلبي يخفق بشدة حينما اقرأ كتاباتك
وحينما اسمع حواراتك
اعذرني لأنني بشر وافكر بالفراق ولا يوجد ام تتمنى فراق ابنها فيعصف الخوف قلبي
الا انني اشعر بالفخر ان لي ابن يفكر كما تفكر
بعض من اجيالكم فكر بموديل القميص والبنطال على الورك والبوكسر الظاهر
بالفنانات وصورهم المنتشرة على تليفوناتهم
احبكم جميعاً ابنائي واعشق تفكيركم
عندما اقرأ كتاباتهم اشعر ان الامة بألف خير
واشعر برائحة التحرير لا محال باذن الله
دمتم ذخراً للأمة
وجمعنا الله تعالى في الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين
آمين