السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"."." قطرة من نور .. في عالم الظلمات "."."
فجأة .. و بلا مقدمات .. نظرت الظلمة الكحيلة .. ما أدراني من أين أبتدئ .. و ما أدراني كيف سأنتهي و الى أين ستقودني هذه الظلمة الكحيلة .. انما و كأنني أرى شيئا من النور .. نقطة !! أم أنها شعلة أمل تنثر العشق بمحبة النجاة ؟؟! و كأنها قطرة ماء تنير الأفق البعيد ..
و لكن ما ان تهم النفس بأن أسير الى النور .. حتى همس في أذني .. " لا " .. بل في قلبي .. صوت خافت هادئ متين يقول لي بكل ثقة : لا تفكر بأن تمضي الى هذا النور .. فما هو الا تعب و كلل و ملل ولا جدوى ..
فناديت .. بل صرخت بصوتي المغير على مدى الظلمة الموحشة : من تكلم !! و أين أنا ؟؟ و كيف و متى كان ما كان ..!!!
و لكن .. لا اجابة .. و لا استجابة و لا أمل بأن أتلقى تلك الإجابة .. فعاودت الصراخ و الصراخ يليه الصراخ .. و لكن خيبة الأمل تواتيني و تزرع شيئا من الخوف في قلبي .. فبات الخوف لباسي .. واليأس يلفني بطوق محكم لا مفرّ منه اليوم ..
فعاودت النظر الى ما حولي .. و تنقلت بناظريّ ذات اليمين و ذات الشمال .. و بدات ادور حول نفسي .. و لكن مهما درت و مهما نظرت و مهما حاولت فأنا لا أرى الا الظلمة الكحلاء .. لا أرى الا السواد و الكحل يقتل العزيمة في قلبي .. و لكن كانت تلك الشعلة من النور تجذبني .. و ما ان أفكر حتى يعود ذلك الصوت الخفي ينادي بباطني و يمنعني .. و المصيبة العظمى تكمن بأنني لا أعرف لماذا ..!!
فكرت و فكرت .. و حاولت جاهدا أن أستنزف الخوف و أستبدله بشيء من الشجاعة لأفكر بعقل .. و لكن هيهات لمن بات قلبه أسير الخوف أن ينتعش عقله ليفكر بصدق و موضوعية ...
هل انا في حلم مزعج !! هذا ما وصلت اليه مبتدئا .. و حاولت جاهدا أن أقنع نفسي بأن ما أنا فيه هو حلم مزعج .. انما الذات و الكيان لا تنتعش الا بأدلة فكرية أفتقر لها أمام هول مصيبتي .. الخوف يزداد و الموقف يصبح خطيرا .. و لكن كيف ؟؟؟ و ما الحل ؟؟ و إلى متى سأبقى مكاني ..!!!
فعاودت الدوران للحظة وجيزة لأرى ذلك النور الصغير .. فنظرته و تمعنت في أوداجه .. و لكن ما رأيت له سبيلا .. فحاولت بعد محاولات تلاشت بالفشل قبلا أن أميل اليه لعله أملي بالنجاة .. و لكن تعثرت بذلك النداء الخفي الذي يناديني كلما هممت بالرحيل .. (الى أين يا فتى !!)
فجلست على الأرض و ما ادراني ما هي الأرض .. و تمعنت بفكري و ما أنا بقادر .. و حاولت الخروج من مستنقع الظلمة بأن أحصر تفكيري قبل هذه المصيبة ما الذي كان ؟؟ و كيف وصلت الى هنا و متى !!!
و فجأة .. و بلا مقدمات .. سمعت نداءا يستصرخني قائلا : و ما يهمك متي و أين و لماذا كيف !!... ما يهمك هل ستصل أم أنك ستبقى باكيا ظلمتك التي تحيا !!؟؟
فتراءيت شيئا من الفزع في بادئ الأمر .. و نهضت بفكرة المضي الى النور .. و لكن جاء ذلك الصوت الخفي يناشدني أن أبقى مكاني .. فكان نداؤه يتربص بعزيمتي كلما همّت .. فقال لي : الى أين ستمضي ؟؟ و ما أدراك أن النجاة هناك ؟؟ و هل ستمضي بلا هدى و لا تعرف ان كنت على صراط أم الى الهاوية !!؟؟
فقلت : بلى قد تكون الهاوية !! و بكيت نفسي متحسرا على حالي ..
فنادى المنادي مرة ثانية : و هل الخنوع و سوء السيبل هو الحل يا فتى !!؟؟
فاشتعلت معركة بين ثلاث أقطار متناحرات .. نفسي الخائفة من كل شيء بظلمتها .. صوت يناديني و يأمرني بأن أبقى خانعا .. و صوت يناشدني أن أمضي لعل الفجر هناك .. و لكن حينما تحدم المعركة و يشتعل الفكر بأقطار الخلاف لا سبيل .. فلا فكر سليم .. و غصت في واد من الضياع .. و تشرذم حالي .. و تناسيت من أنا .. و فكرت بأن أحيا بقية حياتي بوحشة الظلمة ..
فقال المنادي : و هل ترضى بأن تبقى صريع الوحوش الضاريات !!
فقمت و ارتعش كياني .. أي وحوش تقصد يا هذا !! .. و لكن سرعان ما أدركت الوحوش التي تلتهم عزيمتي شيئا فشيئا .. أما الأول فقد ابتدأ بظلمة أخذتني من عالمي المستنير .. و أما الثاني فهو ثوب من الخوف ارتديته بحكم الوجدان الأسير .. و أما الثالث فنفس تأمرني بالخمول و النظر الى النور تحسرا .. و اما الأخير فالخنوع الذي ارتضيته لنفسي بين أحضان هذه الظلمة الكحيلة الموحشة ..
فهممت بكل قوة و إرادة .. و تناسيت ما كان من نداءات باطلة .. و اقتلعت الخوف و أهليه من قلبي .. و نظرت النور بأمل الوصول الى المراد .. فنادى الرادع للأمل فما أعطيته الحق .. و عاود فنزعت منه الشرعية .. و جاهدت نفسي و قاتلت الوحوش و حاولت جاهدا أن أمضي من بين مخالبها و أنيابها .. و التفتّ حولي .. و عدت بنظري متوجها للنور ..
و كانت الخطوة الأولى .. فاستوقفتني نفسي باسمة .. و قلت بيني و بينها بكل فخر و إباء .. ان كان الوصول فقد أفلحنا .. و إن لم يكن فقد مضينا .. و إنا على درب الأباة سنمضي .. و الخطوة الأولى هي بداية المسير .. فهل قطرة من نور هي الأمل !!؟؟؟ أتمنى أن ينال النص اعجابكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته