دلالة نتائج الانتخابات اللبنانية

بســـــــــــم الله الرحمــــــــــــن الرحيــــــــــــــــم

اشتد الصراع بين ما يسمى قوى الموالاة ، وقوى المعارضة في لبنان قبل الانتخابات بزمن طويل ، واستعرض كل تيار عضلاته السياسية ، وجرم كل فريق غريمه فقوى المعارضة اتهمت قوى الموالاة بالتبعية للولايات المتحدة ، وقوى الموالاة اتهمت قوى المعارضة بالتبعية لإيران . وبدت الانتخابات النيابية في لبنان عبارة عن صراع بين الولايات المتحدة وإيران . وجاءت النتيجة لصالح تيار الموالاة فهل يعني ذلك حسم الصراع في لبنان لفائدة الولايات المتحدة ضد إيران ؟ إن الذي أم صناديق الاقتراع ليس شعبا أمريكيا ولا شعبا إيرانيا ، وإنما هو شعب لبناني ولكنه إما أمريكي الهوى أو إيراني الهوى رغم إراته. ومن المعلوم أن الولايات المتحدة لها مصالح في لبنان ، وعلى رأسها ما يسمى بأمن الدولة الصهيونية. وإيران لها مصالحها في لبنان ، وعلى رأسها حزب الله الذي تستخدمه كدراع متقدمة في العمق العربي من أجل المحافظة على مسافة معينة من قضية الشرق الأوسط تسمح بالمناورة السياسية من أجل اكتساب صفة الشريك الذي لا يمكن أن تتجاهل مصالحه في المنطقة ، وذلك من خلال الارتزاق بالقضية الفلسطينية وركوبها لكسب العواطف العربية المحبطة من جراء ضياع الحقوق العربية بسبب الانحياز الأمريكي للدولة الصهيونية. فالقضية قضية تضارب مصالح بين أمريكا وإيران على حساب لبنان والمنطقة العربية برمتها. والشعب اللبناني على وعي تام بصراع المصالح ومع ذلك انخرط فيه مرغما . فإذا كان الشعب هو صاحب الكلمة الفصل في الانتخابات ، وكان على وعي بالصراع الدولي فوق أرضه بين خصمين كل منهما يحرص على تحقيق مصالحه ، واختار أن يرجح كفة فريق ربط مصير البلاد بمصلحة الولايات المتحدة فهذا له دلالة ، وهي أن الشعب العربي اللبناني نفض يده من القضية القومية الأولى والسبب في ذلك هو أن هذه القضية استغلت أبشع استغلال من أجل أغراض سياسوية بحتة. فلو أن فريق المعارضة كان صادقا في تبني القضية القومية ، وهي قضية تحرير الأرض ، ولم يكن أداة في يد إيران المتاجرة بقضية العرب القومية لما تردد الشعب اللبناني في اختيار برلمان على مزاجه ، ولم يضطر لاختيار برلمان تحت ضغط تجاذب القوى الخارجية. قد يظن البعض أن نتيجة الانتخابات اللبنانية هي صناعة أمريكية ـ وهذا صحيح ـ ولكن الذي لا يمكن إنكاره هو المساهمة المباشرة لإيران في صنع هذه النتيجة أيضا ، لأن تورط إيران في لبنان أعطى الذريعة للتورط الأمريكي فيه من أجل شراء نتيجة الانتخابات بالتهديد بالعزلة الدولية والمقاطعة ، أوبالمال في بلد فقير يغير عامل المال من أوضاعه السياسية. لقد اختار الشعب اللبناني بهذه النتيجة تنكب العزلة والمقاطعة التي لوحت بها الولايات المتحدة بل هددته بها خصوصا وهو يتذكر كيف دكته الآلة الحربية الأمريكية التي وضعت رهن إشارة العصابة الصهيونية ، ولم يجد من يغيثه ، ولا من يحميه ، تجرع مرارة النكبة التي كان يركبها ويستغلها سمسار إيران الذي يجيد التغني بالنصر والإشادة بإيران و أشلاء الشعب اللبناني المسكين تحت الأنقاض. والشعب اللبناني يحب النصر وقد يدفع أغلى ثمن للظفر به ولكنه عندما يدرك أنه صار أداة تستغلها القوى الخارجية لتصفية الحساب فيما بينها فإنه يجيد الحساب أيضا فيجد نفسه مضطرا للاختيار بين خسارة وأخرى. كنا ننتظر أن يحدث ما لم يكن في حسبان القوى الخارجية المتورطة في لبنان وهو مقاطعة الشعب اللبناني لهذه الانتخابات جملة وتفصيلا للتعبير عن رغبته في رحيل القوى الأجنبية الأمريكية والإيرانية عنه ، وعدم التدخل في شؤونه. إن هذه النتيجة ليست نهاية الصراع الخارجي في لبنان بل هي بدايته ، وسيعرف لبنان تصفية حسابات من جديد وبأساليب جديدة ، وسيكون دافع فاتورة الحساب الشعب اللبناني المسكين الذي لن يفيده لا نجاح تيار الموالاة ، ولا نجاح تيار المعارضة لأن النتيجة واحدة ما دام القوى الخارجية تقف وراء التيارين معا وتستخدمهما من أجل تحقيق مصالحها في المنطقة ولا تبالي بمصالح لبنان كما تزعم وتدعي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربما اخي في الله انت محق في بعض النقاط وان اختلفت معك بأخرى ،

ولكن مهما كانت النتبجة المهم ان الشعب البناني قال كلمته ، واكد اختياره .

وليس لنا في لبنان الا ان ندعوا الله جل في علاه ان يكونوا على قدر آمال الشعب ،

وبمستوى طموحاتهم ،وان شاء الله يعم لبنان الأمن والأمان ،وتلتئم الجراح .

لك جزيل الشكر على الموضوع ودمت في رعاية المولى