حيفا تصبح على احتلال

حيفا تصبح على احتلال
بزغ الفجر واضاءت الشمس وجه الماء
وكانت البلابل والسنونو تملأ السماء
وكان الفلاحون في الحقول فسمعوا النداء
جدي...جدي من هؤلاء الغرباء
جدي...جدي لقد قتلوا ابي احمد وامي العلياء
وبداء صوت الرصاص يملأ الاجواء
ودخل الصهاينة حيفا مبتهجين سعداء
في زاوية شاب يذبح وفي الأخرى اطفال شهداء
نار الاحتلال قد اشتعلت لتحرق بيوت الابرياء
وسنابل القمح قد ذبحت وزهور الحقول قتلها الجبناء
وموج البحر قد غضب اليس من احد ينقذ الضعفاء؟
وهبت ريح الثورة ولكن العداء اقوياء
فخرج الناس من حيفا تاركين البيوت والرفقاء
فمنهم من ابى الخروج ومنهم منسقطوا شهداء
هذا حال قوم هم حقا ابرار وشرفاء
خرجوا حاملين الثياب واخذوا مفتاح الدار
فقد ظنوا ان العودة قريبة ولا بد من انتصار
فقد قالوا لهم اسبوعا او اثنين لكن طال الانتظار
فقد مر اذار وحزيران وصولا بأذار
ومرت سنة على الأحتلال وما زاات الثورة هي القرار
سلبت بيوت الناس وسكنها المستوطنون الشرار
وهجر الشعب الى الشتات وما زالوا يحملون مفاتيح الديار
وما زال في حيفا رجال المقامومة الأحرار
يتذكرون...هنا كان بيت وهناك حقول قمح وازهار
هنا بئر وجدول وكان حوله جرار
ومرت سنة وشدت الثالثة وصولا بالذكرى الستين
لكن النكبة ليست يوم بل هي كل يوم
كل يوم مجزرة وسجين لا يعرف معنى النوم
ومن قلة الطعام كل يوم عندنا صوم
اطفالنا كل يوم تذبح وحكامنا لا يقومون حتى باللّوم
اه في ذكرى النكبة اه...اه كل ساعة ويوم
اه تصرخها امراة قد ثكلت
اه تصرخها فتاة قد يتمت
اه تصرخها شعوب قد هجرت
اه فبيوتنا قد نسفت
و أراضينا قد سرقت
اه فالعروبة من قلوب حكامنا قد سلخت
و نخوتهم منهم قد سلبت
ستون عاما وفلسطين ما حررت؟
ستون عاما و غزة بالدماء قد اغرقت؟
النكبة لم تنتهي بل بالكاد بدأت
فحين تغتصب الفتاة ويقول حكامنا ارهابية وقد قتلت
وحين تبنى الاسوار حول القدس ويقولون طريدة و قد سجنت
وحين قصفت المساجد وعلى رؤوس الشيوخ قد هدمت
والامة الاسلامية والعربية قد صمتت
أليست نكبة؟بل والله الف الف نكبة
يا من بكيت في ظلام الّليل
ويا من سلبت السلاح و الخيل
ويا من قتلت في الشارع لم يثار لك احد
ويا من طردت من كل دولة ومدينة وبلد
ويا من سلبت منك ارضك
ويا من عفت صمتك
ويا من خذك حكامك
ويا من ذبح اطفالك
قم قد علت رايات الثوار
قم وانضم لرجال الله الأحرار
قم فقد بزغ فجر الانتصار
قم فقدحان رد الثورة و رد الشعب
و غضب الرب على من ظلمك قد انصب

عمر خالد ياسين

من مخيم البداوي......................

قصيدة في غاية من الروعة..و الله و لا اروع

كلماتها قوية , متينة

تصف بشكل عذب و جذاب أحداث المأساة الفلسطينية

تصف واقع مر عاشه و ما زال يعيشه شعبنا الفلسطيني الصامد

الذي يدعو الله ليلا و نهارا أن تحيى فلسطين من جديد

تحيى بشعبها العائد اليها و ندعو ان يفك اسر كل مظلوم

هنيئا لك هذا الابداع يا كاتب القصيدة و هذا الشعور المنثور بين الكلمات تجاه الوطن الحبيب

المسلوب

و شكرا لك ابو هريرة على اتحافنا بهذه القصيدة الأكثر من مدهشة

تقبل مروري

تحياتــــــــــي

Nour