السلام عليكم ورحمة الله - قال الله تعالى : { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانيها خيرًا } سورة : الأنعام آية : 185 .
2- قال الله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } سورة : آل عمران آية : 133 - 135 .
3- قال الله تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون } سورة : الأحقاف آية : 13،14 .
4- قال الله تعالى : { إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } سورة : غافر آية : 39 .
5- قال الله تعالى : { فأما من أعطى واتقى * وصدَّق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى } سورة : الليل آية : 5-10 .
ثانيًا / من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم :
1- عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) أخرجه الإمام أحمد في المسند " ج2 ص24،41 " والبخاري رقم " 6416 " والترمذي رقم " 2333 " وابن ماجه رقم " 4114 " ؟ .
2-وعنه رضي الله تعالى عنه مرفوعًا : ( ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) أخرجه الإمام أحمد " ج2 ص165 " والبخاري في الأدب المفرد برقم " 380 " انظر السلسلة الصحيحة رقم " 482 " .
3- قالت عائشة رضها الله تعالى عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو صحيح يقول : إنه لم يُقبض نبيٌ قطُّ حتى يرى مقعده من الجنة ، ثم يُحيَّا أو يُخيَّر . فلما اشتكى وحضره الفيض ، ورأسه على فخذي ، غُشي عليه . فلما أفاق شخص بصرُه نحو سقف البيت ثم قال : اللهم في الرفيق الأعلى . فقلت : إذًا لا يجاورُنا . فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح ) انظر رواية النسائي في كتاب الوفاة ص48-49 .
قال أبو أحمد العمري عفا الله عنه: بأمي أنت وأمي يا رسول الله . فيا ليت شعري ما حالي غدًا.
4-عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) أخرجه الحاكم في المستدرك " ج4ص306 " وصححه الألباني في تخريج أحاديث " اقتضاء العلم العمل " .
5-عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان : الفم والفرج ) أخرجه الإمام أحمد " ج2ص291،392،442 " والترمذي برقم " 2004 " وابن ماجه برقم " 4246 " انظر صحيح ابن ماجه برقم " 3424 " .
ثالثًا / من أقوال السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم ورحمهم:
1-قال عنبسة بن الخواص رحمه الله تعالى : ( كان عتبة بن أبان رحمه الله تعالى يزورني . قال : فبات عندي ليلة ، فبكى من السَّحر بكاء شديدًا ، فلما أصبح قلت له : قد فزَّعتَ قلبي الليلية ببكائك ، فممَّ ذاك يا أخي ؟ قال : يا عنبسة إني والله ذكرتُ يوم العرض على الله عز وجل . ثم مالَ ليسقط ، فاحتضنته ، فجعلت أنظر إلى عينيه تتقلبان ، قد اشتدت حمرتُهما ثم اربَّد ، وجعل يخور . فناديته : عتبة ! عتبة ! فأجابني بصوت خفي : قطعَ ذكرُ يوم العرض على الله أوصال المحبين له . ثم مال ، ثم جعل يحشرجُ البكاء ويردده حَشرَجَةَ الموتِ ويقول : أتراك مولاي تعذبُ محبيكَ وأنت الحي الكريم ؟! قال : فلم يزل يرددها ، حتى والله أبكاني ) انظر الرقة والبكاء للمقدسي ص341 .
2-قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : ( المؤمن في الدنيا كالغريب ، لا يجزع من ذُلِّها ، ولا ينافس أهلَها في عِزِّها . للناس حالٌ وله حال أخرى . قد أهمته نفسه . الناس منه في راحة ، ونفسه منه في عناء ) ورد بألفاظ متقاربة في منصف ابن أبي شيبة ج13ص504 .
3-وقال أيضًا رحمه الله تعالى كما في كتاب : " الحسن البصري " جمعه أحمد غسان : ( والله لقد أدركت أقوامًا ؛ كانوا فيما أُحلَّ لهم أزهدَ منكم فيما حرم عليكم ، وكانوا أبصر بقلوبهم لدينهم منكم لدنياكم بأبصاركم ، ولهم كانوا لحسناتهم أن ترد عليهم أخوف منكم أن تعذَّبوا على سيئاتكم ، أولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون ) انظر مصنف ابن أبي شيبة ج13ص505-506 .
4-قال أبو عبيد رحمه الله تعالى : ( لما انتهى – أي عمر رضي الله تعالى عنه – إلى قوله تعالى : { إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله } بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف ) . ذكره موقف الدين المقدسي في كتابه الرقة والبكاء ص165 .
5-قال أبو وائل شقيق بن سلمة رحمه الله تعالى : ( خرجنا مع عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ومعنا الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى فمررنا على حداد ، فقام عبدالله ينظر إلى حديده ، فنظر الربيع إليها ، فتمايل ليسقط ، قم إن عبدالله مضى كما هو حتى أتى على شاطئ الفرات على أَتُون – أي الموقد الكبير – فلما رآه عبدالله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية : { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظًا وزفيرًا } إلى قوله : { دعوا هنالك ثبورًا } فصعق الربيع فاحتملناه ، فجئنا به إلى أهله . قال : ورابطه عبدالله إلى الظهر فلم يفق ورابطه إلى المغرب فأفاق . ورجع عبدالله إلى أهله ) انظر حليه الأولياء ج2ص106 وصفة الصفوة ج3ص66،67 .
وفي الختام :
يقول أبو أحمد العمري : إن ذنوب العبد وإن عظمت ، فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها ، فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته .
قال أحدهم :
يا ربِّ إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن ذا الذي يدعو ويرجو المجرم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ثم إني مسلم
وجاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا أحدكم ، فليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء ) أخرجه مسلم رقم " 2679 " .
اللهم رحمة من رحماتك تنزلها على عبدك وعلى عبادك المؤمنين ؛؛؛