<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td><table dir=rtl borderColor=#ffffff cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td bgColor=#ffffff colSpan=2>
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="98%" border=0><tr><td>
كم مرة كنت متأكداً أنك تركت مفاتيح المنزل على المكتب، وأقسمت على ذلك الأيمان الغلاظ، وثرت واتهمت أختك وأخيك بأنهم هم الذين نقلوها من مكانها، إلى حيث لاتستطيع أن تعثر عليها .
وكلما حاولوا أن ينفوا هذا، وأن يدفعوك إلى محاولة أن تتذكر أين تركتها، ثرت ونهرتهم، وأقسمت أنك متأكد أن المفاتيح كانت على المكتب، وأنك لاتقسم إلا إذا كنت متأكداً تماماً .
وبينما أنت فى هذه الثورة العارمة، جاءك خاطر فتحسست جيبك، فإذا المفاتيح فى هذا الجيب..
ياله من موقف مخجل.
لكن المشكلة أنك لاتتعلم منه، وسرعان ماتعود بعد أيام لتكرار الخطأ فى موقف مشابه.
ربما تكون هذه المرة واحدة من تلك المرات التى تظن فيها أنك على الحق الذى لامرية فيه فإذا بك على الباطل الذى لا شك فيه.
أخى الحبيب:
لماذا لا تتعامل مع هذه القضايا التى نختلف فيه بالطريقة التى تعامل بها الشافعى مع مثل هذه المواقف الخلافية حين قال " رأيى صواب يحتمل الخطأ.. ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب ".
فإذا أضفت إلى هذه القاعدة قاعدة قاعدة أخرى قالها الشافعى أيضاً حيث قال " ماناظرت أحد على الغلبة، ووددت إذا ناظرت أحداً أن يظهر الحق على يديه ".
فى هذه الأيام تحتفل الأمة بمناسبتين كلاهما بدعة مع الفارق..
أما الأولى، فهى الإحتفال بمولد النبى صلى الله عليه وسلم،
والثانية هى الإحتفال بعيد الأم، زعموا.
وأود أولاً أن أقدم بين يدى كلامى بالتأكيد على أصل هام وفاصل يوفر علينا الوقت والكلام، إن نحن إتفقنا عليه فلا يبقى بعدها إلا تنزيله على قضيتنا، بل ربما لم نحتاج إلى ذلك لو اتفقنا على هذا الأصل ألا وهو..
هل العيد عادة أم عبادة ؟
لقد جاء الإسلام وللجاهلية أيام أو أعياد كثيرة، فأهدرها كلها، وأبدل المسلمين بها عيدى الفطر والأضحى.
ولذلك فعيد الفطر مرتبط بعبادة الصيام، وعيد الأضحى مرتبط بمناسك الحج.
وقد روى أبو داود والنسائى وصححه الألبانى من حديث أنس رضى الله تعالى عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما : يوم الفطر ويوم الأضحى .
إذاً، العيد هو من الدين والشرع، وهو مناسبة دينية خالصة لا يجوز لأحد أن يزيد فيها أو ينقص. وعلى هذا فإنه لايحل لأحد أن يخترع عيداً لأهل الإسلام.
فإن كان الإحتفال بمناسبة شرعية فهو بدعة، وإن كان الإحتفال بمناسبة تخص غير المسلمين فإن النهى أشد.
ثم نأتى إلى الإحتفال بالمولد النبوى الشريف:
فنقول للذى يحتفل بهذا اليوم لماذا تحتفل به ؟
فيقول تعبيراً عن حبى للنبى صلى الله عليه وسلم.
فنقول له :
أولاً : إن المحبة تكون بالطاعة لا بالمخالفة. وإن المحب إذا خالف المحبوب لايكون محباً، وإن النبى صلى الله عليه وسلم قال " لاتطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم " .
وهل تعلم أنه قال " إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا في وجوههم التراب ".
وهل تعلم أنه قال " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار " .. ؟
وهل تعلم أنه قال " من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد عليه " .. ؟
وهل تعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم مااحتفل بمولده قط .. ؟
فإن قلت أن هذا تواضعاً منه، قلت لك فلماذا إذاً قال أنا سيد ولد آدم، ولماذا قال أما إنى أتقاكم لله .. ؟
إن النبى صلى الله عليه وسلم مُشرع ومُعلم .
ثم أيها الأخ الذى لا نشك فى حبه للنبى صلى الله عليه وسلم هل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعائشة وسائر الصحابة أقل حباً للنبى صلى الله عليه وسلم منك .. ؟
بل كانوا فى الذروة من المحبة له صلى الله عليه وسلم فهل إحتفلوا بمولده؟ وهل تحروا هذا اليوم قط؟ وهل خَصُّوه بشئ قط؟. الإجابة لا.
يا أيها الناس المحبة ألا تخالف.
يا من تدعى أنك تحبه وأنك بهذا الاحتفال تعبر عن هذه المحبة، هو عَلَّمَنا أن المحبة هى الامتثال وهى الأدب، الدين ليس بالذوق ولا بالرأى، الدين قال الله ورسوله.
هل ترضى أن يعبر ولدك عن محبته لك بأن يشترى لك فستانا؟
فماذا بعد الحق إلا الضلال .
المناسبة الثانية وهى : عيد الأم
فأنا أقول إن كان الإحتفال بالمولد النبوى هو كما رأينا مع قدر النبى صلى الله عليه وسلم وشرف اليوم الذى ولد فيه، فكيف بإحتفال بعيد إبتدعه غير المسلمين؟.
بالطبع ترك الإحتفال به أولى.
وأما الشبهه المتهافته من أن هذا من بر الوالدة وأن الأم إذا رأت سائر الأمهات يُقدم لهن الأبناء هدايا فى هذا اليوم وأما هى فلا أحد يقدم لها، فربما انكسر قلبها وكان هذا من العقوق .
فنقول لو كنت مسلماً حقاً فهذا معناه :
1 – أن أمك تعيش فى بِرَّك لها مع كل نفس من أنفاسها.
2 - أنك قد هيأت أمك قبل هذا اليوم بزمن بعيد.
فقدمت لها هدايا وليس هدية، وأخبرتها أنك تحبها وتطيعها، لكن حب الله وطاعته مقدمة.
بقيت شبهة عامة :
وهى أننا نفعل كل هذا ولنا فيه نية أو نوايا طيبة..
نقول أن النية الطيبة لا تصلح العمل الفاسد. كما لو أن رجلاً قرر أن يسرق من الأغنياء ليعطى الفقراء. فإن الله طيب لا يقبل إلا طيب .
ونقول كما قال ابن مسعود " كم من مريد للخير لايبلغه "
" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ( 7 ) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ " [آل عمران : 7 – 8].
</TD></TR></TABLE>