يا غرفتي يا واحة الصحراء
كم كنت فيك ممزق الاشلاء
وتضيع مني فكرتي وجملة الاشياء
واكتب القصائد الحسان في عناء
اصبحت مثل طائر لا يحسن الغناء
فالقلب بعد موته لا يطلب الرثاء
يا غرفتي هل تكتمين السر ام فيه تبوحي
لملمت جنحي فوق اهاتي وداريت جروحي
وسكبت عبة موجع ومسحتها ولعنت روحي
ومشيت فوق الشوك لا ادري الي اين المسير
والي متي ساظل امشي
يا غرفتي يا من علمت بكل اسراري وبؤسي
هل تعلمين بانني ابكي على نفسي بنفسي
الناس غير الناس قد صاروا وها قد شاب راسي
بالله يا جدران مقبرتي اجيبيهل يحق لي التأسي
يا غرفتي هل تشفقين علي من ظلم البشر
فلعل فيكي حجارة تهوي وتقتلها العبر
يا غرفتي عمرى مضي باتت على وجهي علامات الكبر
تذرى تموت وسوف تنسي والقصائد سوف تنسى والصور
فالعق جراحك صامتا ولتنطفىء نار الهوى
في جانبيك فهكذا شاء القدر
ان مت لا تذرف دموعك يا حبيبي فوق قبري
سيضيع منك العمر محزونا كما ضيعت عمري
قد فرقوا بيننا من حيث لا تدري وادري
لم يعلموا اني عشقتك وانكويت بنار صبري
لم يعرفوا اني رسمتك لوحة في جوف صدري
عهدا بان ابقى الوفي ولو صلبت وقطعوا اشلاء قلبي واندفنت بجوف قبري
يا لحن قيثاري واغنيتي والامي نحيبي
الناس تعلم انني في العشق مجنونا فيا ليلي اجيبي
هيا انفض عني غبار اليأس وقولي يا حبيبي
عشرون عاما قد مضت وانا ببابك كالكئيب
قد اشرقت انوار وجهك انما شمس تؤول للمغيب