فضل القرآن وذم الغافلين عنه

فضل القرآن وذم الغافلين عنه

--------------------------------------------------------------------------------

إن الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونتوب اليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ،

فمن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله ، وأن محمد رسول الله ............

أما بعد : يقول الله جل في علاه :

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } فاطر آية 32 .


************ عندما اصطفى الله تبارك وتعالى أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لهذا الإرث العظيم ، أي حمل أشرف

الرسالات والكتب السماوية بآياته المحكمات .

********** وتفضل علينا بنبيه المرسل صلى الله عليه وآله وسلم ، وكتابه المنزل الذي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ

خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } ( فصلت آية 42 )

********* فرق بأحكامه بين الحق والباطل ، والحلال والحرام ، ونثر الحكم والمواعظ والآداب والأخلاق والفضائل ،

وكل من آمن به ، أحل حلاله ، وحرم حرامه ، وفقه الله . وكل من قال به فقد صدق ، ومن تمسك به فقد هدى ، ومن عمل

به فقد فاز فوزاً عظيماً .

قال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }( الحجر آية 9 ) من أسباب حفظه في القلوب والمصاحف استدامة

تلاوته ، والمواظبة على دراسته ، مع القيام بآدابه و شروطه ، والمحافظة على ما فيه من الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة .

***********ان الله تعالى قد تفضل على أمتنا بهذا القرآن المجيد ، الباقي مدى الدهر ، المصلح لكل زمان ومكان ،

لا لكي نضعه في علب مزخرفة على رفوف مكاتبنا ، ولا لكي نعلقه في حقائب مطرزة بالخيوط الذهبية والفضية

على جدران منازلنا ، لا نلمسه الا عندما ننفض عنه الغبار ، لقد قال أبو إمامة الباهلي { إقرؤو القرآن ولا تغرنكم هذه

المصاحف المعلقة ، فإن الله لا يعذب قلباً هو وعاء للقرآن } .

**********فضيلة تعلم القرآن وحفظة والمهارة بقراءته : عن عائشه رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : { الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرءان وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق

له أجران } متفق عليه . فإن حامل القرآن الماهر بقراءته مع الملائكة السفرة في منازلهم في الآخرة . والذي يتتعتع فيه

ليس له حجة فله أجران أجر التلاوة وأجر التعتعة . وقال ابن مسعود : اذا رأيت العلم فانثروا القرءان فإن فيه علم الأولين

والآخرين }.

*************** إن حامل القرآن والعامل به في درجة عاليه وذكره حسن عند الله ثم الناس ، عن أبي موسى الأشعري

رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة : ريحها طيب

وطعمها طيب } متفق عليه .

**********فضل تعلم القرءان وتجويده وأجر تعليمه مع الإخلاص ، والعمل بما فيه من أحكام وآداب وأخلاق ،

عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { خيركم من تعلم القرآن وعلمه } رواه البخاري .

*********** أجر قراءة القرآن : عن ابي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من قرأ حرفاً

من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر امثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف }

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . هل استشعرت معنى الحديث ، لك في كل حرف حسنة ، والحسنة بعشر امثالها

ولكن انتظر : كل من قرأ القرءان خالصاً لله فهو مأجور ، ولكن يتضاعف الأجر عند حضور القلب وتدبر الآيات وفهمها ،

يكون الحرف بعشر حسنات الى سبع مائة ضعف .

********** القرءان يشفع لصاحبه في الآخرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه } رواه مسلم .

************** أجر من اجتمع لتلاوته وتدارسه : قال صلى الله عليه وسلم : { ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى

يتلون كتابه ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده } .

الذي ذكرهم من ملك الملوك ، جبار السماوات والأرض ، هل تستشعر ذلك المعنى العظيم .

************ أجر من تعلم ولده القرآن : قال صلى الله عليه وسلم : { من قرأ القرءان وتعلمه وعمل به أُلبس والداه يوم

القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويُكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بما كُسينا هذه ؟

فيقال : بأخذ ولدكما القرآن } رواه الحاكم . إذا كانت هذه حال والداه فما بالك بحاله هو .

********* لصاحب القرآن درجات عاليه في الجنة بقدر ما يحفظ منه : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { يقال لصاحب القرآن : غقرأ القرآن وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ،

فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها } رواه أبو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

********* أخي في الله الا تخاف يوماً كان مقداره خمسين الف سنة ، ألا يهولك فزع ذلك اليوم ، قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : { ثلاثة يوم القريامة على كثيب من مسك أسود ، لا يهولهم فزع ولا ينالهم حساب حتى يفرغ ما بين الناس

: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل ، ورجل أم به قوماً وهم به راضون } .

********** ثم لو كنت صديق لأحد الوزراء ، أو قريب لأحد الملوك ، ماذا برأيك الحال معك ؟ ! ماذا كنت ستفعل ؟ !

هذا وهو عبد مثلك ، كيف ان تكون من اهل الله وخاصته ؟ !!!! انا اعلم انت تسأل كيف ؟ أنا اقول لك : قال صلى الله

عليه وسلم : { أهل القرآن أهل الله وخاصته } .

********** هل تريد المزيد ؟ هل تعلم انك عندما تشغلك قراءة القرآن عن الدعاء يعطيك الله خير مما كنت تريد ان تدعو ،

قال صلى الله عليه وسلم : يقول الله تبارك وتعالى : { من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين } .

************* القرآن كلام الله مفضله على سائر الكلام كفضله على خلقه ، وقراءته أفضل ما تحرك به اللسان ، ولكن

لقراءة القرآن آداب : ذكر ابن كثير بعض الآداب ومنها : { أن لا يمس القرآن ولا يقرأه الا وهو طاهر ،،،، وأن يستاك قبل

تلاوته ،،،، وأن يلبس احسن لباسه ،،، وأن يستقبل القبله ،،،،، وان يمسك عن القراءة اذا تثاءب ،،،،، وألا يقطع

القراءة بكلام إلا لحاجة ،،،،، وأن يكون حاضر الذهن ،،،،،، وأن يقف على آية الوعد فيسأل وآية الوعيد فيستعيذ

،،،،،، وألا يضع المصحف منشوراً ،،،،،، ولا يضع فوقه شيء ،،،،،، وألا يجهر بعض القراء على بعض في القراءة

،،،،،، وألا يقرأ في الأسواق وأماكن اللغط } .

******* على كل مسلم أن يحرص على قضاء وقته في قراءة القرآن ، وأن يجعل لنفسه ورداً يومياً لتلاوة القرآن

لا يتركه مهما كان الأمر . وان كان وضعك صعب فقليل دائم خير من كثير منقطع ، وان غفلت او نمت ، اقض ما فاتك في

اليوم الثاني قال صلى الله عليه وسلم : { من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر

كتب له كأنه قرأه من الليل } رواه مسلم .

******** أخي في الله لا تكن ممن هجر القرآن ونسيه بأي شكل كان ، كهجر قراءته ، أو ترتيله ، أو تدبره ،

أو العمل به ، أو الإستشفاء به ، أو المراءات بقراءته .

1 _ قال صلى الله عليه وسلم { أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها } أخرجه الامام احمد . فاياك وان تكون منهم .

2_ قال صلى الله عليه وسلم : { ما آمن بالقرآن من استحل محارمه } أخرجه الترمذي . فاياك وان تكون منهم .

3 _ قال صلى الله عليه وسلم { اقرأ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه } اخرجه الطبراني . ما رأيك .

********* وقال بعض السلف : { ان العبد ليفتتح سورة فتصلي عليه الملائكة حتى يفرغ منها ، وان العبد ليفتتح سورة

فتلعنه حتى يفرغ منها ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ ! فقال اذا احل حلالها وحرم حرامها صلت عليه وإلا لعنته } .

وقال بعض العلماء : إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم ، يقول : { أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }هودآية 18 .

وهو ظالم لنفسه . ويقول { فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } آل عمران آية 61 . وهو منهم .

****************** أخيراً { الصبر على الأذى في تعلمه ، والعمل به ، والدعوة اليه } ***************


لمحبتي لتلاوة القرآن بذلت جهد المقل في هذا المقال بقصد الفائدة لي ولكل من يقرؤه فإن كان صواباً فمن الله جل في

علاه ،وان كان خطأ فمن انفسنا والشيطان ، والله ورسوله بريئان منه .

اختكم في الله نعيمه الحاج {زينب الحاج}




راجع احياء علوم الدين

ورياض الصالحين

زينب الحاج

شكرا لك على هذا الموضوع

بارك الله فيك

الله يبارك بعمرك والف شكر على المرور الطيب والرد الكريم

لك ودي ودمت في حفظ الرحمن

مشكوورة أختي زينب الحاج..