.*.نــــور.*. .:. إدارية .:.
تاريخ التسجيل : 16/08/2008 الجنس : عدد الرسائل : 765 :
| موضوع: فلسطين تترعرع في دماغي السبت أبريل 25, 2009 12:20 am | |
| فلسطين تترعرع في دماغي
نمو فلسطين و مرور الزمن
:study:
كنت في ربيع العمر , طفلة صغيرة , لا ادرك سوى اللهو و اللعب , لم أكن أعلم ما معنى قتل ؟ ظلم ؟ حرب ؟ دمار ؟ ركام ؟ أرض مسلوبة ؟
كل هذه العبارات كانت تتناقل يوميا خلال حديث الناس , و تتقاذفها الامواج العاتية للاقمار الإصطناعية حتى تصل الى شطآن أدمغتنا لتحطم صخورها ..
كانت تسلل الى اذني الكثير من الجمل التي كانت بمثابة فيلم مرعب يعرضه الواقع :
عملية إرهابية و قعت في حيفا ظهر اليوم داخل مجمع تجاري كبير ,
إرهابي حاول تفجير نفسه وسط حافلة مكتظة بالابرياء .. و المزيد من العمليات الإرهابية التي لا تكاد تنتهي ..!!
عند إحباط هذه المحاولات و هذه العمليات كنت أ ُسعد حيث أنه لم يصب أحد بأذى و لم يفقد أحد أحبائه ..
نعم ..! كانت تغمرني الفرحة حين تفشل إحدى هذه العمليات !!!
قد كنت طفلة , لا خبرة لي بالواقع , كنت أسرح دوما في واحات الخيال , حيث تقبع الدمى , الحلويات و البساتين النظرة ..
قد كنت طفلة تغلب عليها أسس البراءة و السذاجة , تهزمها أسس اللاوعي و اللاإدراك لحاضر نعيشه ..
لم أكن ابصر بأن هذا النوع من الإرهاب هو بحد عينيه الفداء والجهاد في سبيل إعلاء رايات لا اله الا الله..
عندما كبرت قليلا بدات أوقن أكثر أو أن قنوات التلفاز بدأت تبث الواقع و العدوانية و طرق القمع الصهيونية لشعب ما كل و ما مل ..
فأدركت قضية فلسطين بمعظم جوانبها , حيث كنت أرى أنواع القمع و البطش المتعمدة و المتعددة :
كسر العظام بأسطوانات الحديد
حطم الأمال و جفف الجذر المديد
انه العدو بل الشيطان المريد
غسل الأدمغة بادعاء باطل
لكنه لم يقض على سيف باسل
كبرت و كبرت معي أنشودة واحدة " فلسطين يا وطني "
قدمت الى الحياة بآذان أطرب مسمعي
و ألفت أنشودتي حين أطلق المنشد أطيار الكلمة من حنجرته
فنادانا و شد على أيادينا و أخبرنا بانه على استعداد ليقبل الأرض و يفدينا...
نعم .. أدركت ما لم أدركه من قبل :
أدركت .. أن فلسطين أرض الأديان
أركت أنها للشهدا بستان
فلسطين تحوي مسرى الحبيب المصطفى
فلسطين .. تحفظ الكنائس
فلسطين .. وطن جمعت فيه بيوت الله
فلسطين .. فضاء مزدحم بالأرواح الطاهرة .. بلاد شامخة رغم الحطام , و قلوب تكبر باسم الجبار تنادي و تهتف بعزل الحصار
شهيد الدرة أصيب بنار
عدو سلب منا الديار
فذاقت أمه مرير المرار
و دمع أبيه لقهر أشار
شعلة شوق بعزم انار
يحيك أجنحة ليصدح نهار
فيكون لله أسير مفتار
تابعت تفاصيل نشرة أخبار
و بغارة الدجى كل فرحي انهار
وقعت عيني في معاناة ملوحة عبراتي مع كل مجزرة تجد ..
فقد تملكني شعور بالخوف , بالشفقة , فهدمت جفوني حين التقائها أبنية دموعي , فسقط حطامها على عباءة أمي فلملمت لي ما تحت أنقاض دموعي
فسألتها : أمي ! أين حاميهم ؟
أجابت : حاميهم عظيم قدير , ما خاب به رجاء , هم يقتلون , يهرسون إنما ما خابت ثقتهم بإله الكون
- يقولون اني فلسطينية , أهذا صحيح ؟؟!
- نعم , بالطبع صحيح
- اذن , لما أنا انعم بحياة هادئة و هم يعيشون وسط ضجيج القذائف و الصواريخ و الرصاص الذي اختلطت به أصوات صفارات الإسعاف و الإستنجادات.
أحياتي اليوم كما يقول الكتاب كالهدوء ما قبل العاصفة ؟؟!
-هيا بنيتي حان موعد النوم!
فبدأت ترتل لي أمي أغنية ما قبل النوم , في حين كانت تتزاحم المشاهد و الاستفهامات العديدة في دماغي .. و فجأة انسحبت و اختفت جميعها كانجلاء الغيوم من أفق السماء بعد يوم ماطر لبدت السحب سماؤه !!
إذ أصابني النعاس بسهمه , فرحت ضحية النوم ..!
مع حلول موعد انجلاء جنود الظلام وهبت دمعتي حريتها بعد سجن دام الليل باسره , بعد ان فتحت الشمس لها باب زنزانتها بأسلاكها الذهبية ..
بدأت نهاري بدمعة تلت صديقاتها
و بحزن تربع في فؤادي
كيف لا احزن و أطفال فلسطين تئن ؟!
أفلا تتبع الورقة أترابها ؟!
كبرت و لكن هذه المرة لم تكبر معي الأنشودة وحسب , إنما كبرت فلسطين كلها معي :
كبر الجرح و ألح النزف أكثر
كبر الإيمان و زاد عز الصمود
و ازداد فهمي لماهية هذه القيود ...
فلسطين تنزف من كل جانب!!
و ألسنة النيران تتمايل في مسارحها شرا !!
و الفنون الأصيلة على أشكالها تقع في ساحات غزة , حيث يتفنن السفاح في سفك الدماء , في اقتحام أحاسيسنا لسلب البسمة و ملأ أركانها بالدموع ...
أصبحت حطاما لأرواح الألباب
و نور الشمس عني قد غاب
لكنا أمة إقدام لا نهاب
و مهما ذقنا مرار العذاب
لن نفرط أبدا بذرة تراب
و مهما ازداد عدد الغُياب
سيظل إصرارنا ليوم الحساب
سنعلي راية المنعم الوهاب
سنبقي الأمل فوق السحاب
وحلمي إيقاف ندب الغراب
حلمي أن أكون للأقصى فداء
أود لو أرتدي الملابس البيضاء
و البسمة مرسومة تلبي النداء
و كيف لا أبتسم و بجانبي أطفال فلسطين ؟؟!
يرتدون نفس الرداء و في ذات المكان ..
آه .. لو أستطيع أن أقدم لهم الطعام و الشراب , الملبس و المأوى ..
آه .. لو استطيع تبني كل أطفال فلسطين ..
لو أستطيع الوصول الى أم كل شهيد و تقبيل جبينها ..
لو أستطيع إعادة كل لاجئ إلى أرضه لينعم بحياته ..
لو أستطيع إيصال كل المسلمين للصلاة ب المسجد الأقصى ..
لو أستطيع محو كل دمعة إغترب صاحبها عن أرض أجداده أو افتقد قلبها رؤية أحبابه ..
لو بمقدوري أن أذيب كافة قضبان الزنازين و تحطيم حواجز الظلام لإهداء الحرية و النور للأسرى ..
ما أروعه من شعور لو تتحقق كل تمنياتي !!!
| |
|
abu horaira مدير المنتدى ( المؤسس )
تاريخ التسجيل : 06/08/2008 الجنس : عدد الرسائل : 975 :
| موضوع: رد: فلسطين تترعرع في دماغي السبت أبريل 25, 2009 1:02 am | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي نور أولا أهلا و سهلا بك في منتدى الخير و البركة , و ما طلتك هذه الا نسيم ابداع في صفحات المنتدى فكما انا معتاد أن أقرأ لك دائما , أنا الآن بفخر بأنني أقرأ هذا الإبداع المتميز كباقي ابداعاتك الرائعة ..
أختي بالله رسممت لنا شعورا متميزا و رائعا لمشاعرك حول فلسطين الحبيبة , و حول وضع الأخوة في فلسطين الغالية فما قرأته بمثابة أروع وصف لما كان و يكون في فلسطين , فتارة أرى الحزن و الأسى , و تارة أرى الأمل بالمجاهدين تارة أرى الظلم الكبير , و تارة أرى الأمل بالله العزيز الكبير المتعال , و لا أجد ما أصف به هذه الكمات المتميزة ..
ففي الموضوع التالي نرى صورة لفتاة صغيرة رأت الدنيا بمنظار لا يعقل و لا يصدق , حيث كان المجرم الضحية , و كان الضحايا هم المجرمين , و تخالطت الأمور , لتأكد نظرية كبيرة في هذا العالم الذي يسري في زماننا هذا .. ففي حين أنك قلت بأن هذه الكفلة التي هي أنت حسب القصيدة وعت الى الحقيقة من تلقاء نفسها , و بدأت بالسؤال حيث قالت :
- اذن , لما أنا انعم بحياة هادئة و هم يعيشون وسط ضجيج القذائف و الصواريخ و الرصاص الذي اختلطت به أصوات صفارات الإسعاف و الإستنجادات. أحياتي اليوم كما يقول الكتاب كالهدوء ما قبل العاصفة ؟؟!
هذا الحوار هنا يؤكد كثيرا من الأمور و يظهرها بأسلوب جميل و مكتم ليفهمها العاقلون فقط فما بالكم حكام العالم الاسلامي نائمون ألا ترون أن هدوء اليوم هو ما يستبق عاصفة الغد !!! هذا هو السؤال الوجيه الذي يدور بنا
و لكن لا حياة في من تنادي فأين الخوف أخوتي اليوم و المجاهدين يرابطون
انما مقطع صغير رسم بي أملا و أحببت الموضوع بما فيه من روائع انظروا الى هذه العبارات الرائعة :
آه .. لو أستطيع أن أقدم لهم الطعام و الشراب , الملبس و المأوى .. آه .. لو استطيع تبني كل أطفال فلسطين .. لو أستطيع الوصول الى أم كل شهيد و تقبيل جبينها .. لو أستطيع إعادة كل لاجئ إلى أرضه لينعم بحياته .. لو أستطيع إيصال كل المسلمين للصلاة ب المسجد الأقصى .. لو أستطيع محو كل دمعة إغترب صاحبها عن أرض أجداده أو افتقد قلبها رؤية أحبابه .. لو بمقدوري أن أذيب كافة قضبان الزنازين و تحطيم حواجز الظلام لإهداء الحرية و النور للأسرى ..
كلمات بماء الذهب تكتب لما فيها من شعور متميز و رائع و تليها العبارة الأروع الصادقة خيث قلت أختنا :
ما أروعه من شعور لو تتحقق كل تمنياتي !!!
فنرى هنا أروع أمنية يتمناها انسان صادق بمشاعره تجاه أخوته و أنا أهنؤك أختي بالله نور على الموضوع الرائع و الذي يستحق أن يقرأ و بجدارة لما فيه من روعة و أنا قرأت الموضوع مرارا و تكرار و ما مللت منه انما كنت أشبع رغباتي من نسمات الروعة في هذه الكلمات الرائعة
فبارك الله فيكي و أثابك الله و جعلك نورا يستنير به كل مجاهد في سبيل الله و أسأل الله أن أزور الأقصى مجاهدا في سبيله لأنال الشهادة في رحاب مجدنا الأير أو يعز النصير فأعيدها كرة و فة لأنال مرادي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و عذرا للإطالة
أخوكم بالله : أبو هريرة | |
|
.*.نــــور.*. .:. إدارية .:.
تاريخ التسجيل : 16/08/2008 الجنس : عدد الرسائل : 765 :
| موضوع: رد: فلسطين تترعرع في دماغي السبت أبريل 25, 2009 1:13 am | |
| مرورك و ردك أسعداني جدا اخي ابا هريرة
و كلامك لم يطل إطلاقا فتحليلك للموضوع جد مذهل و رااائع تجولت عيناي بين سطور كلماتك عددا من المرات و ان شاء الله تحظى بزيارة المسجد الأقصى المبارك و الصلاة في رحابه مع خالص التحية و الشكر و التقدير | |
|
sousou مشرفة العام
تاريخ التسجيل : 08/09/2008 الجنس : عدد الرسائل : 1029 المكان : في قلب من أحب :
| موضوع: رد: فلسطين تترعرع في دماغي الإثنين أبريل 27, 2009 7:53 am | |
| يا الله كم هو رائع ما قرأته نور أيتها المبدعة قلمك سطر لنا كلمات يخجل الانسان الرد عليها قرأت موضوعك أكثر من مرة أعجبني جدا يارك الله فيك عزيزتي sousou | |
|