الله يشقيك و يسكنــــك دار شقوة فيــــها نـــــــار
أغرقت القلب بالجراح و أغريت الجفن بالإمطار
إن دمعي جاري يا مغتصب الأوطان و الديـــــار
أبكي ما بكت الحمامة هديلها
و أحن ما حنت للزيتون باستعبار
بكائي يشفي و إن كان لا يجدي فما البكاء للمفتار
ضـمت جوانـــحي فؤادا موجـــعا نقع بالامـــرار
لما علوت ترابنا فيضت من أجسادنا الدماء بالأنهار
إستجممت فيها و جعلت منهــا البحيرات و البحــار
استأصلت منا الحياة حتى رغبتنا بالنفاد
فتعب كلها الحياة فما أعجب من من يود بالازدياد
أزلت الرحمة من وجدانك ومكثت عالة في قلوب الصغار
بمسدس العدوان أذعرت من في الدار
لم تعنيك حرمة البيت ولا ستر المرأة و لا وقار الرجال الكبار
محوت ليالي ألوان السمر
لكن .. هيهات ان تنام أعين السمار
فالعين بالعين و السن بالسن يا غدار
هذا ما يؤمن به رجال المقاومة الأحرار
نفض اليأس عن شعبي وأتاهما الأمل و العزم بقطار
وفي الوقت الذي انعدم فيه السلاح تسلحت الأيدي بالأحجار
وتجندت القلوب بمحبة الواحد الجبار
و الروح تدرعت بدرع غير قابل للهزيمة و الإنكسار
و صيانة الفرض , العرض و الأرض أبدا ليس بعار
العار رميها بسهولة للعقار و النحار
لطالما ألح النزف على القبة الذهبية أن تستسلم للأقدار
لكنها رفعت رأسها عاليا تأبى الإنهيار
قائلة : لم يمت بعد أملي في قدوم الأخيار
ومتعتي في رؤية سيف شعبي المقدام يحطم أوثان الأشرار